أتحسس نبضه للمرة الألف٬ ليست جريمتى الوحيدةعلى أية حال٬لم تكن خطيئتي الأولى ولا الأخيرة٬ رائحة الدم تصدع من كل شبر في جسدي٬ من يدي من ساقي من بين فخذي٬ أولها عندما رميت هرة جدتي من النافذة ٬لم تمت لسوء حظها٬ لكنها نزفت دما أمام مدخل البيت لونه غطى التراب ثم تخثر ٬لم أحفل بذلك٬في المرة الثانية أمسكت ذيلها جررتهابقوة انغرست مخالبها في التراب تشبتت بكل الأشياء٬ خربشت يدي عضت أصبعي لكنني دفنتها .. دفنتها حية ترزق٬حفرت قبرها بيدي و رميت التراب فوق جسدها ...طمرتها٬ نبشتْ الأرض بمخالبها وأفلتت٬ فوجئت بها .. تحسست رأسهابلطف بالغ تملصت مني ركلتها٬عجزت عن استيعاب اصرارها على الحياة ٬ يقال أن للقطط سبعة أرواح ٬ لكنني لم أمنحها شرف الميتة السابعة٬ في المرة الثالثة أقفلت عليها الفرن الطيني ٬ سمعت صوتها كان يشبه البكاء لحد ما٬ رائحةالحريق تعربد في صدري تخنقني٬ صارت رمادا من دون مقاومة تذكر ومن دون ضجيج٬ شعرت بلذة غامضة٬هكذا اذا تموت الأشياء البالغة الروعة٬نتفنن في ايذائها نقتلها بضمير مرتاح و شعور بارد٬انتصرت عليها كانت معركة ربحتها لم يساورني الندم قط ٬ نهاية تستحقها قلت في نفسي .ثم دم مليكة على يدي وأنا أخط وجهها و عنقها بأظافري حفرت خرائط حقدي على جسدها ٬ خدها الأيمن و جبهتها.. شددت عنقها بيدي و خنقتهاوصفتها بالبغي القذرة٬فكرت وقتذاك بتمزيق وجوهها المتعددة٬ودم عذريتي الذي أهدر بغير حق٬ثم دم طفلي الذي أجهضته في شهره الأول تخلصت من حياة جديدة في المرحاض٬ لم يكن بامكاني أن أمنح شيئا لهذا الوجود وجود تالف٬ رفضت أن أورط بائس اخر في هذا العالم القذر٬ أجهضت للمرة الثانية كنوع من الاجتهاد الفردي و ثالثة كأنما أؤكد الفكرة و أبصم عليها بالعشرة٬ عندما سألت مولانا قال لي« الأصل في الاجهاض عدم الجواز لانه اعتداء على الحياة لكن للضرورة أحكام» ٬وعندما طلبت رأيه الشخصي بعيدا عن الشرع قال «ﺈنه موضوع شائك لأنه يتعلق بالحياة وأنه لن يتورط به» ٬في الحقيقة لم يروقني رده٬ ما كان رأيه سيزحزحني فقراراتي مأخوذة و لن تغيرأفكاره فيّ شيئا٬ جاءسؤالي من باب الفضول ليس ﺈلا.
انه هناك في أقصى العتمة تتفاعل روائح جسده العفن مع هواء الغرفة٬ تشق سبيلها نحو أنفي٬ أدورحول جثته كالمجذوب ٬ الموت كما الولادة قدر لا يحتاج لأسباب قلت في نفسي٬لطالما فَكرتۡ في خنقه ٬في كتم أنفاسهِ داخل صدره٬ اعتقدت أنني سأسممه٬ قتل على مائدة الطعام ٬ أخلط سم الفئران مع طعامه أحركه ببطئ مع الحريرة* أو سلو* يدب في عروقه ويسري٬ يستفرغ أمعاءه الخاوية٬ يشحب لونه٬ ثم يأتي موته كهدية باذخة من السماء٬ نهاية تجيءقبل أوانها٬بشغف بالغ أقطع جسده لأطراف أعبئها في أكياس سوداء و أرميها للكلاب الضالة٬ أضلاع.. قلب.. جمجمة ٬ أوزعها بعدل مفرط بين الحاويات٬ أطوف بهاعلى الدروب المتفرقة باحثة لهاعن مأوى يليق بها .بنهم مفرط تخيلت المشهد مئات المرات٬ كررته في رأسي المريضة لا شيء يفلت من عقل عليل ٬قرأتۡ كتبا عن السموم عن زرنيخ.. الشكران الفسفور الباريوم والسيانيد. كان ذلك قبل أن أتظاهر بالحمل وأقصد دجاليين عرافين ونصابين لأجهض٬ ابتعتۡ أوراق الدفلى* وجذور الداد*وحبة كبيرة من العفصة٬ خزنتهم أعلى الرف في المطبخ٬ احتفظتۡ بمجموعة لابأس بها من النباتات السامة٬ ثم رحت أغرسهافي أۡصص على الشرفة. اكتشفت أن كل شي يمكن أن يتحول ﺈلى سم اذا زاد عن نسبة معينة في الجسم٬ حتى بكتيريا الأمعاء يمكن أن تكون قاتلةاذا انتقلت للجهاز التنفسي أو مجرى الدم٬ مسببة تجرثم الدم٬ السر يكمن في النسبة وليست المادةبحد ذاتها٬ وفق ذلك ارتفاع نسبة الأدرنالين قد تؤدي لسكتة قلبية أو سكتة دماغية٬وارتفاع الأستروجين قد ينتهي بسرطان الرحم و الثدي .
مساءبارد وطويل أطول مما يجب٬ أشرب القهوة فوق جثته تماما٬الدم في كل مكان شق أعلى رأسه يسيل يمتد من الجبهة ﺈلى الدقن ثم للعنق منها ﺈلى الأرضية يتمدد على السجاد٬ البقع على الجدارعلى الأريكة على حافة الطاولة٬ لونها يغدو أسودا٬ تجمد... تيبس.. كون جلطات قاتمة٬ أشكال كثيرة خطوط و مدارات شيء يشبه اللوحة سريالية.هذه القطة لا تصمت تموء وتموء وتموء ...لا تتوقف أبدا تحتك بقدمي أدفعها بقوة٬ ترتطم بشيء ماثم تعود لتتمدد قرب الجثة٬ مواءها له وقع الطبل في رأسي٬حجبتۡ صوتها عن مسامعي٬ كنتۡ محقة بشأنها انها قطة تربية شوارع٬ لاتكف عن اللغط تحتضن بعضها تلتفككرة صوف٬ تغمض عينيها ترفع ذيلها ثم تلحس جسدها تلعق تلعق٬ أود أن ألعق أنا أيضا تجتاحني رغبة اللعق تدور في حلقة مفرغةخلف ذيلها تركض... وتركض... لا تمسكه أبدا٬ تعبث حركاتها برأسي تدوخني أركلها مجددا تفرمعطوبة تنكمش تحت الطاولة تدفن رأسها بين أطرافها .فكرت في حمل جسده للحمام وجره و ﺈلقاءه في الحوض٬ ثم اذابته في الأحماض ليتبخر ليتحول لغازات خانقة٬ حرق عظامه بالما القاطع و ذر رماده في البحر٬ أو سكب اﻹسمنت فوق جلده الأزرق٬أصنع من جسده جدارا... جدار أتوسده ـأضربه وأنطحه برأسي كلما هاج دمي٬ أنحته تمثالا أنقش تفاصيله بدقة متناهية٬ أغرس الأزميل في صدره أفتحه للريح٬ أحدد شفتيه و تجويف عينيه أبعثه من جديد وأعبده٬ ألتمس بركاته في أيامي القاحلة٬ أجعله مزارا للنساء يوقدن شمعوعهن و يبتهلن تحت أقدامه٬ ليمنحهن أطفالا ذكورا مثله٬رائعين كاملين وصالحين كالأولياء٬ أجعله مائدة مستديرة أضع قهوتي الصباحية عليهاو أرقص على وجهها٬راقت لي فكرة المائدة المستديرة٬ قد أجمده بالنيتروجين لربما لو تقدم العلم يعيدون له الحياة٬ أو أدفنه في الحديقة وأزرع شجرة تفاح فوق رأسه٬ كلما نضجت احداها وسقطت بين يدي قضمتها.دارت بالي أفكارخاطفة٬ كأن أقدمه وليمة للطيور الجارحة كما يفعل التيبيتيين٬ أو أتغذى على أعضائه كالأغوريين بدت الفكرة مثيرة للغثيان. في الحضارات القديمة كانوا يلتهمون موتاهم أبنائهم أو أبائهم ﺈنها طريقتهم في التعبير عن الحب أن تحب يعني أن تبتلع قريبك٬ أتخيلني أمضغ قلبك ألوكه أسحقه تحت أضراسي وأبتعله أحشره داخلي٬كأي عاشقة معذبة...أحمله داخلي و أسير به ٳلى أي مكان.. للحب أشكال عدة.. على الأقل لست المجنونة الوحيدة على هذه الأرض٬ بعض الحماقات لابد منها...
كانت لي خطط كثيرةبالنهاية تركته ليتعفن هناك فوق السجاد ٬ قدره مكتوب سلفا... أنا قتلته٬ وجوده لا يشكل فارقا على هذه الأرض٬ ﺈنه يشبه اﻵخرين كل أولئك الذين عادوا لبطن الأرض منذ ملايين السنين. حتى الأرض ستموت وتختفي بعد خمس مليارات سنة من اﻵن لابد من نهاية لكل شيءلكسر رتابة ٬ الموت جزء من دائرة الحياة٬ لنقل أنه الجزء الأهم منها.
بردت القهوة أحبها ساخنة تفور٬مددت يدي نحو الطاولة وضعت الفنجان ﺈلى جانب أشياء مبعثرة كثيرة غير مهمة ٬ القهوة عادة لازمتني منذ زمن بعيد كانت جدتي مغرمة بها ٬ وهكذا وبمثالية مفرطة ورثتها كما عادات أخرى ٬ العادات لا تموت خاصة السيئة منها.
أخبرني الطبيب و هو يلقي بابتسامته الباردة عليّ« عليكِ الامتناع عن شرب الكافيين٬الشاي المقليات و النشويات»٬ سرد لائحة طويلة من المحظورات ٬ حرص على توثيقهافي ملفه ٬سمح لي بالتفاح والسبانخ الخس والخيار٬ «جسدك كتلة سموم »قال و كأنه أضاف شيئا جديدا أجهله ٬نصائحه تلسعني ٬ لائحة لا تتغير٬ تأتي بصيغة النهي فلا ألتزم بها لأزيد من يوم ﺈلى ثلاثة أيام كأقصى تقدير٬ و أعود لسابق عهدي ريجيم حفظته غيبا٬أغدقت عليه بعشرات الأسئلة كالممسوس٬ من حقي أن أفهم جسدي ٬ طمرني بردوده...أراقبه.. لا أعي ماذا يقول... يثرثر.. ويثرثر تتسلل عيني للجدار خلفه٬ شهاداته موزعة بابتذال رهيب٬ألتقط اسمه بالبنط العريض٬ تستفزني الكنية مكتبةعتيقة برفوف خاوية ﺈلى جانبها جرة كبيرةباللون الأبيض و الأزرق٬ وودتۡ كسرها أن أقذف بها٬ أسمع دوّي ارتطامها بالأرض٬ تنشطرلألف شظية ٬ثم أجمع تفاصيلها ..أركبهامن جديد... أقاوم رغبتي٬أرفع عيني لوجهه لا يمكن انكار جاذبيته٬وجوه الغرباء فاتنة حد القتل٬ يداه تتحرك بألية٬ يثرثر لا أسمعه٬ شفتاه تستحق العض مثيرة حد الهذيان حد القطع ٬تقوداني نحو عنقه٬ ينبض الشريان تحت جلده أفكر بقطعه٬ أمد يدي نحو القلم أغرسه في عنقه٬ أو أدفنه بين ضلوعه ..أضرب رأسه بالخزانة ٬ يحرضني هوسي على أشياء كثيرة... أتحايدها...أخنقه حد الموت بحزام بنطاله. ..القتل لا يخلو من الجمال
أعدت التحاليل عشرات المرات٬نتائجهاأتت مربكة٬ كنت على يقين أن الأمر جدي هذه المرة ٬ راهن الطبيب على فطريات الكنديدا ألبكيانس٬ظل مقتنعابالفكرة افترض أنه السكري فخفضنا السكر٬وامتنعتۡ عن الخبزالأبيض والنشويات ٬ ثم أظهرت التحاليل أنها بكتيريا غرام السالبة الكليبسيلة الرئويةاسمها بدا مميزا٬ الكلبسيلة بكتيريا بنكهة الأرستقراطية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء